المنح
المعنوية في الجنة
أولاً : ( لقــــاء الرضوان )
إن
الجنة ليست متعاً حسية ولذائذ جسدية وحسب ، بل هناك من المنح المعنوية في
الجنة مايفوق تلك اللذائذ الحسية
ومن تلك المنح ( لقاء الرضوان )
وهو اطلاع الله تعالى على أهل الجنة ورؤيتهم له سبحانه ..
عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله عز وجل
يقول لأهل الجنة :
يا أهل الجنة ،
فيقولون :لبيك ربنا
وسعديك والخير كله في يديك ،
فيقول : هل رضيتم ؟
فيقولون
ومالنا لانرضى ياربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك !!
فيقول:
ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟
فيقولون : و أي شيء أفضل من ذلك ؟
فيقول :
أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً " .
البخاري ( 11 / 363) مسلم حديث رقم ( 2829 )
يا سبحان الله
إنها
لحظات المزيد والرضوان .
إنها لحظات التشريف والتتويج .
إنها
لحظات الأنس بالجليل .
إنها لحظات الزلفى من الله جل جلاله .
إنها
لحظات تستحق أن يسعى لها المؤمن على قطرات دمه ، وحبات قلبه .
إنها
لحظات هي عين الرضا ، وكمال العطاء .
أو ما علمت بأنه سبحانهُ
حقاً
يكلم حزبه بجنانِ
فيقول جل جلاله هل أنتمو
رضوان قالوا نحن ذو
رضوان
أم كيف لانرضى وقد أعطيتنا
مالم ينله قط من إنسان
هل
ثم شيء غير ذا فيكون
أفضل منه نسأله من المنان
فيقول أفضل منه
رضواني فلا
يغشاكم سخط من الرحمن
.
ثانياً :
( رؤيـــة الله تعـــالى )
من
أعظم ما يكرم به المؤمن في الجنة هو رؤية الله تبارك وتعالى ،
فتلك
مكرمة مابعدها مكرمة وقد أجمع العلماء على رؤية الله تعالى في الآخرة
وهذا
أمر ظاهر دلت عليه الآيات القرآنية ، والسنة المطهرة ، و إجماع الأمة من
السلف والخلف ،
ولم ينكر في ذلك إلا أهل الأهواء من الفرق الضالة
المارقة ، كارافضية والجهمية ،والمعتزلة ومن تبعهم
قال الإمام
الطحاوي – رحمه الله - :
والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا
كيفية كمانطق به كتاب ربنا :
(وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة
) القيامة 22-23
وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه
وكل
ماجاء في ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال
،
ومعناه على ما أراد ، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ،ولا
متوهمين بأهوائنا ) شرح الطحاوية ص 203
قال الشوكاني في تفسير قوله
تعالى :
( وجوه يومئذ ناضرة)
يعني حسنة ناعمة
( إلى ربها ناظرة )
تنظر إلى وجه ربها
ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ، ولا
صفة معلومة
أخرج البخاري ومسلم وغيرها عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال :
" قال الناس : يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
قال
: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟
قالوا : لا
يارسول الله ، قال : فإنكم
ترونه يوم القيامة كذلك " فتح القدير (
(كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
)
قال ابن عباس : إنهم عن النظر إلى ربهم محجوبون
والمؤمن
لايحجب عن رؤيته ،
قال مالك بن أنس : لما حجب أعداءه فلم يروه
تجلى لأوليائه حتى رأوه
وقال الشافعي :
لما حجب قوماً
بالسخط دلّ على أن قوماً يرونه بالرضا ،
عن ابن عمر قال :
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" 5/ 340 ) إن أدنى أهل الجنة منزلاً لمن
ينظر إلى جناته و أزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف عام ،
، و
أكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشياً ، ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم
( وجوه يومئذً ناضرة )
" الدر المنثور (8/ 350 )
عن جرير بن عبدالله رضي
الله عنه قال :
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : فنظر إلى
القمر ليلة البدر ، وقال :
" إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا
القمر ، لا تضامون في رؤيته "
متفق
عليه . البخاري (13/356-357) ،مسلم (633)
عن صهيب رصي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول
الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟
فيقولون : ألم تبيض
وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟
فيكشف الحجاب فما
أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم )
مسلم ( 181 )
تلك والله أعظم المنن ، وأجمل الهدايا ، وخير
العطايا ، إنها لذة النظر إلى وجه الله الكريم ،
نسأل الله تعالى
ألا يحرمنا هذه النظرة .. ..
.
ولله در القائل :
والله لولا رؤية الرحمن
في
الجنات ماطابت لذي العرفان
أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه
وخطابه
في جنة الحيوان
وأشد شيء في العذاب حجابه
سبحانه عن ساكني
النيران
و إذا رأوه المؤمنون نسوا الذي
هم فيه مما نالت
العينان
فإذا توارى عنهم عادوا إلى
لذاتهم من سائر الألوان
فلهم
نعيم عند رؤيته سوى
هذا النعيم فحبذا الأمران
أو ما سمعت سؤال
أعرف خلقه
بجلالة المبعوث بالقرآن